محتوي المقال
أهواء النفوس.. 4 من أخطر الأمراض السلوكية التي تفتك بك! تعرف عليها الآن!
لا تُسف بمعنى الجنس
من اسخف الأمراض السلوكية هو الاسفاف الجنسي فالعديد من النظريات تنكبت سواء السبيل ، واعوجت لتثمر علقما.. ينادون بتلبية نداء الجنس كلما طلب الجسد . .
يقولون : أحبوا واعشقوا ، ودعوا أولادكم يجبوا ويعشقوا لا تنهوهم !
من أرباب الشذوذ لا يزعهم وازع ، ولا يزجرهم ضمير ، لأنهم بلا ضمير ينادون بالاغراق في الشهوة ، فالاغراق في زعمهم حرية فردية لا يجوز أن تكبت . وهم بما يبشرون يهدمون .. يطعنون الاخلاق باسم الحرية . .
ويستبيحون المحرمات باسم الطبيعة ا فهل الطبيعة مدمرة حتى تحلل كل شبيء للانسان ؟ كلا ، الطبيعة عادلة ، تقول الله خلقني وخلقكم لنتوالد ونتناسل . . ولكن الله لم يخلقنا لنشوه !
قد تكون الغريزة الجنسية واجبا ، بيد أن الافراط في طلبها استهتار ! قالوا انها خلقت لتبقى . ، أصابوا . . ولكن هل الاسراف ضان لبقائها ؟ كلا ، الاسراف ضيان لضياع معناها الذي وجدت من أجله .
هل الاسراف و الشره الجنسي مضر الى هذا الحد؟
الاسراف كأحد الأمراض السلوكية يقود الى العنة وإلى الخبل . ، يقود الى موت في النشاط وموت في الذكاء . الغريزة الجنسية تجري في مجراها إن تركت على طبيعتها ، وتركت لها طبيعتها، والامتناع عن ممارسة العمل الجنسي مدة تقصر أو تطول لا يلحق الأذى بالممتنع ، ولا يصيبه مرض أو ضعف ، كا صور أولئك ووكدوا . الامتناع بملء الارادة لا ضير منه البتة . أما الامتناع قسرا ، فيحمل في طياته ألوانا من الأخطار ..
كما أن التشجيع عل المارسة عيب . . دعوة إلى القبيح ، لي جار استحسن كل قبيح . . وتراءى له أن الاباحية من ، وأجمل وسيلة لتنشئة البنين !
إبنه مراهق . قال لي الرجل : «أتدري ماذا فعلت ؟» . قلت : « كلا ، لا أدري» . قال : « رأيت ابني مهتاجا ، فسقته وهو وجل خائف إلى وكر ، وشجعته . وما زلت به حتى نال ما أردته له ! » . قلت : « نال ما أردته انت له ؟ .
قال : « نعم ما أردته له ! قلت : « وما أراده ؟ » . وارتج عليه القول ! وكأن ما أراده هو أراده ابنه !
تحقق للرجل الجاهل ما أراده ! وطفق الابن بعد ذلك يغذ السير في طريق الغواية ، ومضت السنون وهو في المدرسة راسب ، والمدرسة به ضيقة الصدر لفظته أخيرا فاختتم العلم في الوكر ! ونسبي صديقي أنه سبب الكارثة ، وانحى على ابنه باللوم !
المتفلسفون أمثال هذا الأب يعملون على اهدم . ينادون بالتلبية ، بإرضاء الغريزة ، ومن الاثار التي نلمسها تلك الطفرة المريعة ـ فتيان وفتيات يرتمون بجنون وفسق عل الفضلات ، ليتلوثوا ، ومن تم لينشروا الوباء ! فقبل أن يكتمل إدراكهم . ارتموا بالحث والتحريض ، وهلكوا ! فقدوا ، الارادة والسيطرة ، لقد فتح المتفلسفون عيونهم على الرجس ، فكان الابن ضحية ، وربما الابنة .
الكلمة السامة جريمة قتل جماعية . . وهؤلاء الذين ينفثون سمومهم يستحقون قطع اللسان . . فحرام علينا أن نخول الغريزة كل هذه السلطة ، وان نوجه الأفكار هذا المتجه . وقل مثل ذلك عن السينا والتلفزيون ! قبل ثلاثين سنة كنا نشاهد الأفلام التاريخية والاجتاعية ، فياذا نشاهد اليوم ؟
الحب المجنون . الاباحية . ، الجنس في أبشع صورة . .
ويشاهد أولادنا هذا الفجور ، فيتراءى لهم أن الاغراق اتساق . فيجب ان يخضع الرجل غريزته . ، أن يرشد أولاده بلطف ومحبة . كل شيء يأتي تنحت باب التوجيه الارادي والسيطرة عل النفس ، وما يقال غير ذلك فمن قبيل التضليل ! فالاعتدال جميل : الاعتدال في الأكل ، والشرب ( بل الامتناع عن الشرب ) ، والمارسة الجنسية. الاعتدال في كل شيء هوكل شيء . . أما الافراط ، فهو الموت قبل الأوان !
السجائر والمخدرات
بديهي القول بأن تعاطي المخدرات و هو احد الأمراض السلوكية ينبع من السبب ذاته الذي يغري بشرب الخمر وادمان الشرب . والسبب هذا هو الانصياع للاحساس الطارىء المفاجىء على غير انتباه إرادي . ، وهذا الانسياق مماثل للانسياق الذي بحدث في كل عادة أخرى ، كالتدخين وسواه من العادات المؤذية وأحيانا القاتلة .
وتتفاوت الصعوبة فى نبذ هذه العادات ، فالتدخين أهون من سواه ، أهون من الادمان عل المسكر ، ومن الادمان عل المخدر . ولكن متى عزم الانسان على انقاذ نفسه من عادات رهيبة ، وجب عليه أن يتقصى السبب ، ان يتبعه فى ذات نفسه ، وفي حسه وإرادته ، ومتى فعل هذا ، وانتهى إلى معرفة ما ساقه وقـاده وأوقعه ، يستطيع أن يقلع فينقذ حياته ، وذلك بالوقوف حائلا منيعا بـين النفس والشعور بالحاجة . . لأن الادمان كا قلنا استرسال في الاحساس الأول ينقلب إلى حاجة ملحة تلج في الطلب .
وفي مكنة المبتل بأكثر من عادة أن يسعى إلى الانفكاك منها عادة في أثر أخرى ، وذلك بطريقة برهنت على فعاليتها – يستعيض عن السجائر بالألعاب الرياضية ، فتقهر العادة الجديدة العادة القديمة . انها العادة التي تلح وتطلب كا يعرف كل مدخن . إذا جلس ليكتب يجد في نفسه الميل القوي إلى احـراق السيجارة تلو السيجارة . والرجل الرشيد ينكر على العادة هذا الالحاح ، فلا يستجيب راضخا ، بل يرفض . . يمد يده بحكم العادة ويرجعها خالية بحكم الارادة . هذا ما يفعله القوي .. وهو ايضا قادر عل ضبط ساعات التدخـين ، فيكتفي بسيجارة كل ساعتين . . بذلك يشرع في إرضاخ العادة بعد أن أرضخته .
هكذا يبدأ مهمة الاقلاع والانقطاع . انه التمهيد للسيطرة عل العادة. . ولا يلبث بعد فترة قصيرة ان يكف نهائيا . وكل رجل قادر عل التحكم يمكن ان يقول : لن أدخن يوم الخميس من كل اسبوع … ولا يدخن . ويمكنه أن يقول : لن ادخن يومي الخميس والأحد … ولا يدخن . ثم يقول لن أدخن البتة … ولا يدخن .
نستطيع ان نخنق العادة الملعونة ، فلاذا لا نخنقها ونحن نرى كيف ترجح كفة السيئات والمضار ؟
الميسر في الضرر سواء
عادة ذميمة نتعودها ونغرق فيها .
أجل ، الميسر عادة هيفاء تستهوي ا فمن تستهوي ؟ الباحث في حياته عن انفعالات جديدة ، ومريض النفس يجد فى الميسر العزاء والسلوى ، والنجـاة من هموم يجسمها خياله المريض . والميسر مبدد للحقيقة . . يلوح بالمال ، ولكنه مجتذب مال الواقع في الحبالة ا فكيف ينجو مدمن القار ؟ هل ينقذه كتاب ؟ كلا ، لا تنقذه إلا الارادة ، وما يراه من تهاوي المقامرين ، وماسيهم .
سلاح الشيطان عل الأرض ، يدمر ويضاعف عدد الضحايا . ونستطيع ان نقول بأن الميسر فوضى ذهنية تخمد الانفاس .
وجدير بالرجل أن يستعيض بالعادات عن العادات ، وإلا فانه يمسخ إلى عادة واحدة ، فروعها ويلات ، وأغصانها مصائب ، وأوراقها سموم !
وهذا أيضا لا يشفى بدواء أو عقار ، بل بالتنظيم الذهني ، وبالتغلب على العادة ، وبتدريب العقل الباطني . هكذا تنجو وتسترد الصحة والعافية والسمعة .
الحالة النفسية طفرات
وتتحدى الطفرات من لا يسيطرة على النفس . فماذا ينقصك أيها الرجل لتنظم وترتب وتسير في نهج معين لا تحيد عنه ؟ متى نظمت نفسك تخافك نفسك ، ولن تندم أبدا ، لأنك لن تلبث أن تشعر بالاعتزاز ، وبأنك حقا انسان .
نظم حياتك . . لا تفرط بعادة حميدة ، وانبذ العادة الخبيثة . ومتى فعلت هذا تبلغ أربك ، فتزرع الصالح لتحصد الصالح!