محتوي المقال
كيف أحافظ على صحتي من الامراض الوبائية؟
قبل الحديث عن التداوي بـ النبات و الاعشاب وبين البحث في المرض والبحث في المرض الاخر فترة تنفس ننسى فيها أفكارا صاحبت المرض طوال ساعات من القراءة فننتقل إلى أفكار أرصن وأدعى إلى راحة النفس وطمأنينة الشعور . . نبتعد خلالها عن تجهات المهددات للصحة والحياة فنخوض في بحث عن الحياة ، ثم ننثني إلى بحث عن البدن ولياقته ، وكفايته ، ، وان شاب هذا الحد يث شييء من ضبابية التحذير غير قليل ، ونوع من التنبيه إلى خطر أو أخطار . .
فالقلم كما يبدو أبى أن يفص العلاقة بين بحث وبحث ، وحديث وحديث ، واصر على المتابعة وإن في غلواء أقل . أجل ، . سنتنفس الصعداء وان كان من الكرب والاعياء ، النبات الذي نأكل ونقتات ، ومع اللياقة البدنية التي نحب أن تكون صفة من صفاتنا!
النبات قوت ودواء
حين ظهرت الحياة قبل ألفي مليون سنة كان في البحر نبات ، أما في الأرض اليابسة فلم يكن شيء . . كانت أرضا يبابا .
ثم قبل ٤٢٥ مليون سنة برزت نبتات صغيرة ، تطورت عل الأرجح من عشب البحر .. وتكاثرت شيئا فشيئا على الشطآن الضحلة الكثيرة الرطوبة . . وكانت هذه الشطآن تغطي نسبة كبيرة من الأراضي التي نعرفها اليوم ، ونطوف حوها ، ونجوس خلاها
قبل ٤٠٠ مليون سنه تنوع النبات قليلا متمثلا بالسرخس ، والخنشار ، والكنبات ، والطحلب .
وتوالى التوالد و تشعب التعدد ، ونبتت الاشجار الصغيرة ثم الكبيرة ، وتكونت الغابات . وقبل ١٥٠ مليون سنة عرفت الأرض النبات المزهر ، وتكاثر هو الآخر وتفرع وتنوع ..
الطعام الذي نتقوت به يأتي مباشرة أو غير مباشرة من تاكل إلا اللحم ، فأنت تكون آكلا من النبات . فالبقرة مثلا تقتات العشب والحشيش، والتبن والحب، والخروف كذلك، والكائنات البحرية ولو كانت أنواع كبيرة منها تأكل الأنواع الصغيرة ، إلا أن هذه الصغيرة تعيش عل النبات الذي ينمو في البحر .
فالنبات إذا هو الشيء الحي الوحيد الذي يصنع الطعام . ومن الشمس يستمد النبات الطاقة لتكوين السكر والنشا والدهن والبروتين . ويستمد المواد الخام الضرورية كثاني أكسيد الكربون ، من اهواء والماء ومعادن التربة .
النبات يولد من الغذاء اكثر من حاجته ، وهذا الفائض يختزن في الـورق . والسيقان والجذور والبذور والفواكه ، وهذه توفر الغذاء للحيوانات .
من أين أتى نبات الغذاء ؟
يشق علينا تتبع تاريخ الغذاء النباتي إلى أعماق التاريخ السحيقة ، لمعرفة أنواع النبات التي اختص بها موقع دون موقع في شتى أنحاء المعمورة . فمن أين القمح ؟
ماذا كان القمح البري ؟ من نبش الفجل من الأرض وأكله ؟ هل نبت الملفوف والجزر في البرية ؟ وكيف علم الانسان أن الجذور تمحت التراب كالبطاطا قد توفر الطعام للانسان . . للمدن والبلدان والقارات ؟
من درس الماضي من العلاء ( عالم الآثار ) ، ومن درس النبات ( عالم النبات ) ، والمؤرخون ، والمنقبون انكبوا على هذه الأبحاث طوال مثتـي عام ، وأماطوا اللثام عن المدهشات والمذهلات . فمن لغات أجناس كثيرة ، من القبور من المدن المندرسة . . من النباتات ذات الأواصر والقربى لما فى البرية من القديمة ..
نبات الغذاء عرفوا تاريخ معظم النباتات التي تصلح طعاما للانسان . وتعلم الانسان ، فبدأ يزرع ، وبدأ يلقح ويشقق الأنواع من نوع واحد ، كا بدا يدمج أنواعا في نوع . وهكذا شرعنا نأكل الزهر والـورق .. والساق ، والجذر ، والجذع ، والثمر ، والحب .، وحسنا ، وأضفنا للمذاق ، حتى غدا كل نوع مستساغا .
ومن الأنواع دواء وعقار ..
حاول الانسان أن يستعمل كل نبتة كدواء . ووجد أن بعض النباتات تخفف وجع البطن أو تزيله ، ، وأن بعضها تخفض من الحرارة والحمى،، وأن بعضها تشفي الجرح وتدمله ، . وأن بعضها تخدر الاحساس فلا يشعر المقاسي بالألم .
في هذه النباتات عناصر كيماوية كثيرة التعقيد ، وفيها مواد غذائية. العناصر الكيماوية مختزنة في أقسام مختلفة من النبات – فى الجذور ، والسيقان ، والورق ، والزهر ، والثمر. أشياء في النبات ، إذا أكلها الانسان تقتله ، أو تسلمه للعلل . وأشياء فيهاـ وقد تكون من تلك القاتلة ـ تشفي العليل متى اكتفى منها بقدر في الزمان القديم جرب الانسان أنواعا من النبات ليرى أيها يساعد عل الشفاء من أمراض معينة .
في البدء اختاروا النبات الذي تسطع له الروائح ، أو الذي طعمه مر شديد المرارة ، أو الحامض شديد الحموضة، ولعلهم رجوا أن يكون للرائحة والذوق الرديء فعل السحر في طرد الأرواح الشريرة التي اعتقدوا أنها سبب الأمراض . حتى في يومنا هذا يعتقد سواد الناس أن الدواء الكريه الطعم هو الدواء الشافى!
الرجل القديم لم يجرب النبات كما يفعل الرجل الحديث ، هو راقب الحيوان ليكتشف المفعول ، خصوصا متى دنف المرض حيوانا .
وواصل التجربة والخطأ وعلى مر القرون زاد عدد ما يستعمله الانسان من النبات كدواء . في الهند داووا الروماتزم بلحاء الصفصاف ، وكذلك آلام المفاصل . فكيف اختاروا لخاء الصفصاف ؟ هذا أمر لم يتوصل أحد الى معرفته .
بيد أن العلاء وجدوا في لحجاء الصفصاف مادة كباوية قاتلة للألم شبيهة بتلك المستعملة في الاسبرين .
وداء الاسقربوط ( أعراضه تورم اللثة ) ، داواه الهنود بسائل كانوا يشربونه كل يوم ، أشبه ما يكون بالشاي ، كانوا يغلون أوراق ولحاء شجرة « الألميدا» ، وهي شجرة من الفصيلة الصنوبرية ويشربون الماء . وكانوا يبرأون من الاسقربوط بينا غيرهم كانوا يموتون بالآلاف .
وليس كل نبات استعانوا به كدواء شفى ، ولكن الكثير منها ساعد وكان له المفعول الجيد . ومن العقاقير التي انقذت الملايين من اهلاك ، الكينا . والكينا تصع من لحاء شجرة اسمها سينكونا، cinchona او شجرة الكينا ..
ومنها الكورتيزون . وهو مصنوع من نبات مكسيكي اسمه اليام ( yam ) .
وقد ساعد الآلاف المبتلين بالتهاب المفاصل. كان في البدء مشتقا من مرة كبد الثور . وكان الغرام الواحد يتطلب آلافا من الثيران . واكتشفوا بعد جهد أن الشجرة هذه غنية بموادها الكاوية التي يمكن استخلاص الكورتيزون منها. وبدا فعلا الكورتيز ون عل نطاق عالمي يغطي الحاجة اليه ويفيض .
وهن نبتة الروواليا ، ) rauwalia ) ، صنعوا العقاقير الشافية من الاسهال ، وأمراض النفس كالقلق ، والاضطراب ، والكأبة .
وكذلك من شجرة شولموغرا (chaulmoogra ) صنعوا العقار الشافى من الجذام، وكانوا فى الهند وبورما قد داووا به المجذومين في أقدم العصور .
هذا قليل من كثير ، قليل جدا لما فى مقدور النبات أن يؤديه للانسان . وتعداده وصفاته لو أردنا التفصيل يستغرق مئات الصفحات ، والمجال لايتسع لهذا النوع المنفرد من البحث .
إنما هناك ما يستحق الذكر عن نباتات تستخرج منها السموم :
سم بجرعات صغيرة ..
الكورار سم قتال يستعمله هنود أميركا الجنوبية لتسميم السهام . يؤخذ من نبات متسلق استوائي . ولكنه كاكثر أنواع السموم يكون علاجا شافيا إن استعمل بمقادير صغيرة ، وقد استعملوه فى العمليات الجراحية سنة ١٩٣٠ لاحداث الاسترخاء العضل فى الأمعاء ، وما زالوا يستعملونه لاحداث الاسترخاء لضحايا الشلل الذين يجاولون استعادة القدرة عل استعا ل أيديهم وأرجلهم .
وسم الشوكران الذي استعمله اليونانيون ( الاغريق ) لقتل المساجين بجوي مادة كناوية إذا أخذت بجرعات ضئيلة تهدىء من ثائرة العضلات وتوترها اثناء التشنج والتقلص العضلي .
والزرنيخ المشتق من شجرة الستريكنوس كان معروفا في الهند ، وقد استعملوه لقتل الجرذان . ويستعمله الأطباء في هذه الأيام بكميات ضئيلة – لانعاش الجهاز العصبي والقلب .
وجرى فحص وتحليل أنواع كثيرة من النبات لمعرفة قدرتها عل قتل الجراثيم . ووجد العلاء أن العصير من عشب الحوذان ، ومن الثوم ، والأرقطيون ، والبصل ، والخس ، والكرفس ، وغيرها يقتل الجراثيم المعروفة ، بيد أن التحاليل ليصبح في الامكان استعرا ها كدواء . ومن ثم انتاجها عل نطاق تجاري واسع ، كعقاقير ذات مفعول يشابه مفعول المضادات الحيوية ، ويقل عنها ضررا بتأثيراتها الجانبية .