محتوي المقال
الانتصار على النفس بطرق الاطباء النفسيين و علماء الانثربولوجي
كيف يمكنك السيطرة على نفسك؟!
الرجل الذي سيطر على نفسه يبلغ أربه . فالسيطرة عل النفس تصل بالانسان الى مبتغاه. وكل ناجح في مضار التحكم بالنفس بلغ المراتب العليا . لأنه بتحكمه تسنى له تحسين تفكيره وعمله وتصرفه .
رجل سيطر عل نفسه، لأنه وضع نصب عينيه غاية اسمى ، واصر عليها . . او لانه اولع بالغاية الأسمى ولعا خلصا منزها .
ورب رجل شعر بالخيبة المرة، لأنه لا يجد في ذاته الكفاية الذهنية، والمقدرة العقلية، ويشعر مع قماءة هذا التوقد الذهني بضالة نفسه، . فالضمور هذا ولا غرو يسلبه طاقة الجد والاجتهاد ، والاقدام على عمل كبير ، والبحث والتحصيل والتحقيق . . وكلها امور تتطلب النباهة والتنبه ، واليقظة والمثابرة .
علة هذا الرجل تكمن في نفسه المتزعزعة .
هذه العلة فتت في عضده ، وما هي وايم الحق الا الاضطراب العاطفي الذي يجعله يرتمي في احضان التأثر والانفعال والغضب . واخر ينتاب جسمه مرض فيهن “عظمه وجلده ، ويتهافت ، ويكون مصيره مظلا كا كان ماضيه ، لأنه سريع .. الاستسلام، لا يقاوم .
وأثبت التحليل الذي قام به رواد علم النفس ان الذي يكثر من التذمروالتلوع، هو مخلوق يدور عل نفسه حتى تصاب بالدوار ويحل بها البوار !
هذا الرجل الملتف عل نفسه لا يعتم ان يفقد قدرته عل الحكم والسيطرة . . ويفقد مع هذا الخسران احترام الغير له .هو في خطر، ، وخليق به ان يحزم أمره، ان يقول بأعلى صوت «لا . .. اجل ان يقول ،لا . .». إذا كانت « نعم» كلمة تصدر عن حرج ، اوخجل ،او تجاوب اعمى ،او تأثر ، أو انسياق مع عاطفة .
كيف تسمو بروحك؟
هو في خطر ، وخليق به ان يحجم عن عمل لا يكون التبصر باعثه ولا التفكر قادح زنده وواري ناره ، خليق به ان يقول «لا » بشجاعة قبل ان يكون الرأي ويرتاح الى العمل، ويثق بنجاحه .
بهذا الاسلوب يتسنى للرجل ان يتحرر من البلبلة ويعمل العمل الذي يحسنه، ويعرض عا يتردد فيه وربما يتردى فيه ان اقدم بتهور وقلة تبصر .
بالسيطرة الرشيدة يستقيم المعوج، وتنفتح السبل ، ويصبح الرجل انسانا سويا .
فمن اين يبدأ الرجل، اين يبدأ في اقتحام الجلقات المفرغة، او في تفكيكها ؟ فليرتب اموره كا يجب، فلا يأخذ بضر وب من المحاولات العقيمة، ولا يكابر ويغالط تمشيا مع التفس المضلة المذلة ؟ ليبدا بالتفكيك، ليبدأ فلا يترك موطن ضعف تنمو فيه جراثيم الاخطاء . فالذي لا يعبأ بالخطأ يأخذ بتلابيب الخطأ، ولا يلبث ان يصبح هو خطا مجسيا مجسدا! الخطا دلالة على الفشل.. الخطا برهان عل قلة الانتباه . . بل عل هزيمة الانتباه . . فالانتباه الارادي وقاية وحماية .
انتباهان – العفوي والارادي .
العفوي ترهقه الحاسة والمظاهر الحسية . . ترهقه المؤثرات الحسية المحسوسة، والذكريات المغرية الجاذبة .. كل ما يمت الى الحس بسبب .. الى الحواس كلها بسبب . . ترهقه وتشعله .
والارادي ، وهي حاصل الارادة . ، ان يريد الانسان. . ان يصمم مسبقا. ان يستهدف .
والفرق شاسع بين الارادتين؛ فالعفوية انسياب مع السجية والطبع ، وانسياق مع العادة، وتجاوب ذهني مع تنظيم فردي، لأن اليقظة تستحث الانتباه . . وهكذا يترافق الانتباه مع اليقظة في الدرب الطويل، ويكون الاستعداد ، ويكون الترابط، ويكون العمل سداه العقل ولحمته الأداء الصحيح الكامل .
الحلقة المفرغة هنا تبدأ في التفكك .. القيود النفسية تبدأ في الانحلال .. لأن الرجل ركز انتباهه الارادي على منهجه ومسيرته . ويجب ان يتغلب الانتباه الارادي في ذاته عل الانتباه العفوي . . يجب ان يقوى عليه، ويحتل مكانه ، وفي طوقه ان يفعل هذا ويفلح بقليل من التمرين ..
والتمرين عبارة عن مراقبة الذات مراقبة متينة السيور لاهوادة فيها . وتتحقق هذه المراقبة الذاتية، او هذا التصحيح بإبعاد كل احتال من احتالات الجنوح عن الهدف، والبقاء في كل حين محاسبا لذاته في كل ما يقوم به من اعال .
ولا يسلم هذا الوعي المتنبه من انتكاسات عارضة، فالرجل احيانا يتعرض للهوس ، او الذهول ، مفسحا المجال بذلك للعقل اللاواعي .
مثل هذا ان وقع لا يسلم الرجل القوي الى الربكة ، لأنه من تلقاء ذاته ينحسر رويدا رويدا ..
وتنظيم العمل اليومي، والراحة اليومية يمكن الرجل من الانصراف بجميع طاقاته الى العمل المجدي . . الى العمل الموحد في وقت واحدـ عمل يمحضه الاخلاص ، ويمنحه النفس والجسم، ويهب اليه الروح .
الذهن الشارد
الشرود الذهني هو الجمود في الواقع ، او الذهول وعدم الانتباه ، بل غياب الانتباه. وهذا يفضي الى التلكؤ والتردد والتواكل . إنها الحقيقة فالذي لا ينتبه، ولا يوجه ، ولا يركز، يبقى راسبا، غيره يتقدم وهو يتقهقر ، فالشارد الغافل، يعاف العمل الذى فيه شيء من تعب ، او شيء من مشقه ، ويرتاح الى جوده وشروده ، ويكبل يديه بقيود من الحيرة والبلبلة .
ومن الأمور المسلم بها ان هذا الشلل الذهني اسبابا قد تكون صحية ، وهذه الاسباب ان تركت دون علاج ، يسوء الحال عشرة اضعاف ما هو عليه من سوء . اله المرض الجساني . . خلل في الكليتين .. انحراف في عمل الغدد .. مرض في الرأس . . ضغط مرتفع . . عصاب . . وقد يكون الاهيال المفرط لصحته ، مما يسفر عن اعراض من ابرزها هذا الشرود والشلل .
اما الاسباب السطحية التي لا تنشأ عن امراض خطيرة، ففي الوسع معالجتها وإزالتها بالتدريب والرياضة ، وبتنظيم الطعام، ومواعيده وانواعه، وبالنوم الطويل المريح ، وبالاسترخاء .
لاتأثم فتتهاون
المتهاون في محاربة هذه الاعراض اثم بحق نفسه، ولن يعتم ان ينساق مع الشرود الى هاوية من الزلات والاخطاء . ، الغلطة تليها ثانية وثالثة عاشره والنتيجة ضعف عام شامل يعتري الرجل ويزلزل اركانه . . فالأخطاء المنثالة تعمل على تقويض القوة المهيمنة عل مداخل النفس ، فتنعزل المناطق التي تبت وتقرر . وتصبح عاجزة عن توجيه اللاوعي .
فالسيطرة على النفس إذا هي المحققة لما يريده الرجل من الجهد الواعـي الصحيح. هي المحاسبة له على تصرفاته .
والروح المتوثبة فيه يجب ان لا تموت، او تغرق في سبات ، لأنه ان ماتت يعمد الى التقاط فتات الأتراح من أفراح الغير . . ومن اتراحهم يلتقط فتاة الأفراح !
والتردد الروحي مروع ، انه النقص في الولع . . انه فقد الاندفاع، وغياب النشاط . وله اسبابه ، فهو إما ان يكون نتيجة اعتلال في الصحة ، وله علاج ، وإما العاطفة ، تقضي عل الامال ، والمطامح، وكل صدمة من طعنة نجلاء في صميم هذا القبيل تقوي من عناصر اليأس ، وتثبط الهمة .
هذا التردد في الحقيقة كسل روحي يأخذ المتردي فيه بالبكاء والشكوى .. . يزعم انه خافت الصحة لا يقدر على بذل الجهد . .. يقول إنه منهار ، ولا يبدي سببا… وعلاج هذا الكسل الروحي ممكن … فاذا كان سببه طعنة عاطفية ، فانه يعالج بدعم الحيوية، ليستعيد الفكر نشاطه ويستعيد النظر سداده ، ولينظر المرء إلى وجوده نظرة تفاؤل.
أما اذا كان هذا الكسل الروحي نتيجة الاخفاق المتواصل ، فعل المرء ان يتأمل ، ويفكر ، ويقوم بجردة شاملة لمواقفه . . بهذا إن فعله يتسنى له احياء مامات من حيويته .
والناجح لا ينجح دون سعي ، فالعقبات كانت كثيرة ، واهزائم التي مني بها لم تثنه عن عزمه هنيهات عابرة لم يلبث ان عاد بعدها الى اللجة ليصارعها باساليب جديدة متطورة .
ولكن هناك المراودة الخبيثة ـ تلك الأنثى الـلاهية التي تزين لك التكاسل الروحي والذهني والجسياني . . فهي إن لم تجابهها بالحزم تزحف زحفها الثعباني ، وتتغلغل تغلغل السم الناقع ، لتدنهم مع مرور الأيام في حياتك كل صورة مشرقة .