محتوي المقال
3 من اخطر الامراض النفسية التي يواجهها الشباب! فلا تكن لها ضحية!
النقيضان ـ التمرد والاذعان
ضدان ينهشان حياة الانسان ، ويقوضان هناءه وسعادته . . نتاج القبح والفجور والرياء .. وهيا أيضا شلل يستحوذ على الانسان وعلى نفسه .. عمى في العينين فلا تريان القبح ، ولا تريان الحسن . . لا تبصران الضار ، ولا تبصران النافع .
الانسان القبيح هذا مسلوب الارادة معدوم التهذيب ، يقع في الأخطـاء ويلغ في الأتربة ، ويمتلء فمه بالرغام . . مجرم ينساق إما لشيطان عناده ، وإما لشيطـان اذعانه ، فيفعل فعلته ارضاء لتمرده ، أو استجابة لاذعانه . ، ويصيب الخانع في آني واحد . هذا ما يصيب العنيد الأول يتشبث تشبث الأحمق المأفون ، والثاني يخضع خضوع المحروم ، لا هذا ولا ذاك يقدر الظروف ويقرر عل ضوء المصلحة الخاصة أو العامة . . لا هذا ولا ذاك يحاول أن يفهم ويسبر الغور .
مثل هذا الرجل العنيد والمطيع يجب أن يجري المحاسبة ، ويلجأ إلى عملية التصحيح الشاقة ، وهي فعلا عملية شاقة ، لأن انتزاع العادة من القلب ، أو انتزاع القلب من العادة ، عمل من أشق الأعمال .
قم بالمحاسبة العادلة ـ الطرق التي تسلكها . . الطرق التي لا تسلكها وازن وقارن ، ثم بادر إلى تطبيق المبادىء . وجه إرادتك الوجهة الصحيحة . . أخضع نفسك لارادتك الموجهة والموجهة ، وستعلم الكثير من الأمور التي جهلت … ستعلم في أي ظلام سدرت ، وفي أي مسلك وعر اتجهت .. ومتى عرفت واقتنعت ، تستطيع انقاذ نفسك وكيانك. . ومقاس النجاح هنا اخضاع النفس ، فلا هي حرة في التمرد ، ولا هي حرة في الاذعان !
الارادة تكوين و إنشاء
بل وتربية .. لهذا نقول : إذا أردت في كل مناسبة ، وفي كل حديث . أجل ، الارادة تكوين وإنشاء وتربية . الانسان في كل حال وفي كل ظرف يستطيع السيطرة عل نفسه ان باخلاص . والتصميم المخلص هذا يمكنه من تحقيق السيطرة بالبحث عنها بأسلوب خاص، ولا نعني ان يسرف الرجل فى ارهاق حسه والتضييق على نفسه واعنات هذه النفس . بل نشير عليه فقط أن ينطلق من جديد في تربية الذات وذلك بوساطة التنبه الذاتي ، والتصدي بيقظة إلى الجمود والتوتد .
على الرجل أن يبدأ باليقظة الفكرية ، بالانتبـاه ، بالتركيز ، واذا شردت ، إذا تجاهلت أمورا ذات أهمية ، واذا انصرفت عيا بدأت فيه ، وأغضيت عن قرار ما ، ولـم تؤد واجبا ما ، فينبغي لك أن تنتبه ، أن ترى ، أن تعترف بانصرافك،
وابتعادك ، وأن تكون حازما وصادقا ، فلا تستنبط المبررات فتهدم بمعونها ما أنشأته من اسس .
كل يوم بعد عودتك إلى منزلك ، حاسب نفسك عل ما انجزت ، فهذه المحاسبة تمرين له تأثير كبير ، لأنها تتمم عملية المراقبة الذاتية ، وتعين عل دوامها واستمرارها .
وكل من وطد العزم بصدق وتصميم عل توجيه إرادته وامتلاك ذاته ، وبناء طبعه بناء جديدا ، لا يتذرع بالاعذار ويقول و لا أقدر » ، بل يقول لم أشا ، و أرد .. بهذا يكون صادقا ، لأنه قدر ولـم يشأ .
ولا يقول أيضا «الظروف غير المؤاتية هي السبب» .. أو و اني صادفت من المعارضة ما صرف همتي ) .
يجب أن بحقق الرجل ما قرره. . فيدفع الارادة إلى تحقيق هذا الذي قرره .. يدفعها إلى عمل ما يريد ، ورفض ما لا يريد ، ضاربا عرض الحائط بالتأثـيرات
الخارجية ، والنزع التي تصرف المرء عن غايته .
الارادة تكوين وانشاء وتربية . .فكون وانشىء ورب هذه الارادة . وتستطيع متى صدقت نيتك أن تحقق الأرب . واعلم ان الفرق شاسع بين أن تكون ذا ارادة ماضية ، وبين أن تكون ذا ارادة مثلومة .
الشره
والشره من الرجال من يأكل فوق الحاجة . آفة وبلية .. ويكون الشره صريع شهوته في النهاية ، فهو عبد لمعدته ، عبد لبطنه ، لا يوجه إرادته ، ولا يستطيع أن يزعم بأنه قوي الارادة .
وينجم عن الشره خمول شديد في منطقة الشعور العليا ، يفقد المرء نتيجة له نشاطه وحيويته ومرونته ، ويقل انتاجه إلى درجة ككبيرة . ويعجب الرجل متى راى هذا النقص . . يدهش لجمود القريحة . . ويغيب عنه أن انحداره ناجم عن الشهوة التي تحكمت به . فالأكل المستمر عدو الجهاز الهضمي ، حامل الأوجاع والأمراض .. ويشكو ولكنه لا يرعوي ، بل يسترسل ، ومع الأيام تزداد رخاوته ، فيضطرب ويقاسي . ويقرر في النهاية ان يحجم ، ويكون قراره حبرا على ورق. ولا يسلم من امتتع عن اللحم وسمى نفسه نباتيا . فالنتيجة واحدة ، لأن النباتي المسترسل في نباتيته المقبل عل نباتاته ومعاجينه اقبالا منهوما، يصاب بتفكك داخل. فالافراط في التهام اللحم هو الافراط في التهام النبات .
والافراط نوعان – إفراط في الكمية المستهلكة ، وإفراط الانسان في تفضيل النوع . والآكل أكثر من حاجته ، الذي لا يتيح لمعدته فرصة تستريح فيها وتسكن ، يشعر بالقلق والضعف ، ويكون افراطه الهجمة الشرسة عل أعضاء جسمه ، يصيبها من بعده الانحلال في الارادة . والمسرف في التهام نوع معين يسيء إلى جهازه المهضمي اساءة كبيرة لا يسلم من عواقبها . أما الاعتدال فهو المنجي – الاعتدال في الكمية ، وفي اختيار الأنواع .
و يجد المعتدل انه الرجل الصحيح ، لأنه يشعر بالراحة والنشاط ، ويرتاح إلى ما تسنى له تحقيقه ـ فقد سيطر عل نفسه ، وكبح من نزواته ـ وهذا هو الجوهر . . . الارادة .
بعض الرجال يظنون ان الافراط في الأكل صحة وقوة . وما هو إلا علة وضعف . ويجب أن يعلموا أن الأمور الوسط هي خير ما يأخذ به الانسان في حياته من عادات وطباع … في الأكل والشرب ، في العمل واللهو ، في كل شيء .. كل شيء لا يتسق الا بالاعتدال ، وانتهاج الأمر الوسط .
فافعل هذا لتثبت انك متحكم بإرادتك ، مستطيع السيطرة عل نفسك ، متمكن من تغليب العقل عل الغفلة .
بعد الشره الخمر
ما أشد سوءا ، الخمر أو الشره ؟ تستطيع أن تتلافى الشره إن وجهت الارادة توجيها صحيحا .. ولكن الخمر السيدة المطاعة التي تذل أمامها سيدة الارادة .
متى أفرط الانسان في تناولها ، تصبح الخمر تبدأ بكأس ، وبعد الكأس كأس .. وبعد الكاسين تعلق وادمان وإغا الشارب لا يتحول دائبا إلى مدمن ، ولكن التعلق بالخمر ، وإن لم ينقلب إلى إدمان ، هو عادة ذميمة دميمة ، أشبه ما تكون بالادمان .
أن الخمر إغراء ، إنها كالحسناء الظريفة ، ترنو بعينها في دلال ، ولا تعتم ان تذل. . ويصعق شاربها ، وينهار ويرذل … يومىء، إليه الناس علانية وسرا .
يتوزع ويتزعزع ـ عبد صاغر.. حي ميت، ضاع ذكاؤه ، وضاع كفاحه . . وضاع كيانه !
التكرار يتبعه تكرار ، انه أول الغيث ، .. وتهجع الارادة ، وتموت السيطرة ، السائل الملعون ، والشره الملعون . وكل إفراط ملعون ، لأنه الدليل على التمادي . . والتمادي ينشأ «محتشما، ثم يقبح ويتحول إلى «مستهتر» ، والمستهتر لا كابح له . . انه عادة تتطبع بها بعد ممارسة . . فالفكر يشب حيث تضعه ، ويقوى حيث تسكنه . والنفس تخضع لهذا المناخ الفكري .
ومتى استهترت النفس بسلطتها وبسيطرتها ، تفقد الاتزان ، ويحل مكانه التطرف الأهوج الأرعن . والمقبل عل الخمر متى زاد اقباله ، يخضع لأفكار غيره من المشغوفين بالخمر ، الذين ضلوا سواء السبيل من قبل .. وقد ثبت ان الفكر ينتقل
كالعدوى .. والعدوى الفكرية شيء رهيب متى كان الفكر الناقل للعدوى مريضا .
من هنا نهيب بكل انسان أن يمنع فكره من التأثر بكل فكر ، . نهيب به ان يتأثر فقط بالفكر السامي لا بصعاليك الأفكار ، وليكن قويا حتى لا ينهار .
يقولون الخمر تقدح زند الفكر . . وتؤمن انت بما يقولون . . وانها تبهج الروح . . وتؤمن بما يقولون . . وأنها تفرج الكروب .. وتؤمن بما يقولون .
انها العدوى الفكرية بأم عينها . وخليق بك إن كنت ذا إرادة أن تقول : «إن الخمر كفر . . وقتل .. وانتحار . . واستهتار .. »
والقول ينطبق عل الشره . لذلك ، وجه إرادتك ، تحكم بنفسك ، فمستقبلك في كبت النزوات ، وكبح الشهوات ، لا في الاسترسال .. لا في التمادي .
يصفون المدمن بفاقد الصفات . . فما الصفات هذه إن لم تكن القوة والقدرة والسيطرة ؟
ربما التبطل يسدد خطاك إلى الحانة . . وربما الضجر يدفعـك إلى معاقـرة الحمراء والصفراء والخضراء ، فلا تفعل هذا بنفسك ، لا تكن هشا ، فجا ، ناقص الادراك ، ضيق العقل ، محروما من العزم . راقب ذاتك ، ونزعـك وميولك ، ووجه الارادة . . بذلك تسلم من نير العبودية ، فلا تقع في حفرة الشر .
الارادة والسيطرة تعبير عن القوة والتصميم .